كيفية اختيار عنوان البحث العلمي Posted on 2023-02-222023-02-26 by alrayan_univers مقدمة تعد القدرة على اختيار عنوان البحث العلمي مهارة مهمة جداً يجب أن يمتلكها الباحث، ليس فقط لكتابة ورقة بحثية جيدة، بل للتأكد أيضاً من أن بقية خطوات البحث سوف تسير بسلاسة وفاعلية، حيث أن العنوان (الموضوع) الذي تختاره يلعب دوراً هاماً في تحديد قيمة نتائج دراستك. قد يخصص لك أستاذك موضوعاً معيناً لتحقق فيه، ولكن المتعارف عليه هو أن يطلب الأستاذ من الباحثين أن يجتهدوا في تحديد مواضيعهم الخاصة، وبشكل عام، إن اختيار عنوان البحث العلمي قد لا يكون بتلك البساطة، حيث أن موضوع الدراسة المميز يجب أن يكون محدداً بدقة، وغير متفرع، وإلا فهو مجرد موضوع عام لا يمكن إخضاعه لعمليات البحث المنهجي، وفي نفس الوقت يجب أن يكون عنوان البحث العلمي واسعاً بما يكفي للعثور على معلومات تثري الإطار النظري للدراسة. كيفية اختيار عنوان البحث العلمي إن المسؤولية التي تقع على عاتق الباحثين أثناء البحث عن عنوان مميز لدراساتهم، تشعرهم بعبء هائل يلوح في الأفق، لذلك سنحاول من خلال هذه الخطوات الخمسة أن نجعل عملية اختيار عناوين الدراسات أمراً بسيطاً، سهلاً ، بل ممتعاً أيضاً! الخطوة الأولى: قم بالعصف الذهني للوصول إلى بعض الأفكار والمواضيع. الخطوة الأولى وربما الأسهل هي القيام بجلسة عصف ذهني لتحديد عنوان البحث العلمي المناسب، ومن الأفضل أن تجد شيئًا يثير اهتمامك، دون قلق أو خوف من الخروج عن ما هو مألوف بالنسبة لك، ولو قليلاً (أي تجاوز منطقة راحتك!)، انظر إلى ما يدور حولك وحدد ما إذا كان أي شيء مما تراه يثير اندفاعًا فكريًا إبداعيًا لديك، ثم ضع قائمة طويلة من الخيارات الممكنة وابدأ عملية الاختيار. عنوان البحث العلمي المميز هو: أمرٌ يهمك. مناسبٌ لمجال تخصصك. يمكن تدعيمه بالأدلة والمراجع. الخطوة الثانية: اختر عنواناً. بعد قيامك بالعصف الذهني، ومطالعة المعلومات العامة حول الموضوعات المحتملة، ستكون الخطوة التالية هي تحديد عنوان البحث العلمي، قد يبدو هذا سهلاً ومباشراً، ولكن القيام بهذه الخطوة بشكل صحيح أمرٌ في غاية الأهمية إذا كنت تريد أن تتم بقية العمليات والخطوات دون تعقيدات. ابدأ باختيار موضوع واسع جدًا وكلما كان أكثر تشعباً كان ذلك أفضل، فإذا قررت الكتابة عن إحدى مواضيع الشعر الجاهلي على سبيل المثال فلا تتردد في ذلك بل انطلق في الكتابة، لأن ذلك سيعمل على ترسيخ فكرتك وسيقربك من الموضوع الذي تميل إليه أكثر، عندما تبدأ في تضييق الدراسة. وعل أشهر الأخطاء التي يرتكبها بعض الباحثين، هي تحديد إطار ضيق للدراسة منذ المراحل المبكرة من العمل البحثي، حيث أن على الباحث أن يعتبر المراحل الأولى من العمل هي عمليات استبعاد وتصفية وصولاً إلى الموضوع المنشود. كن مرنًا – من الطبيعي تغيير موضوعك مع تقدم بحثك. لا يمكنك أبدًا التنبؤ بما ستجده! فربما تجد أنه لابد من التوسع لخدمة أهداف الدراسة، وربما تكتشف أن موضوعك عائم، وبحاجة إلى المزيد من التحديد. الخطوة الثالثة: ركز على العنوان الذي اخترته. بمجرد أن يكون لديك عنوان عام، فإن الخطوة التالية هي أن تقوم بتخصيص ذلك العنوان وتضييق تفرعاته، للوصول إلى موضوع محدد للغاية، وسيساعدك تخصيص موضوع الدراسة على تحديد ما إذا كان ذلك الموضوع يستحق البحث أم لا. إن الفكرة من هذه الخطوة هي استخراج فكرة محددة من موضوع عام، وتركيز الدراسة بكاملها على تلك الفكرة. على سبيل المثال، إذا كان موضوعك يتعلق بالموسيقى، فيمكنك تحديده بموسيقى الجاز، بعد ذلك يمكنك دراسة تطور موسيقى الجاز ، بهذه الطريقة تستطيع جعل دراستك فريدة ومثيرة للاهتمام. لا تقلق إذا استغرقت هذه الخطوة بعض الوقت ووجدت نفسك تغير رأيك بشأن الموضوع الذي ستختاره، فبمجرد الانتهاء من هذه الخطوة، سيكون الباقي سهلاً. يجب أن تكون عملية تحديد الموضوع وتخصيصه عملية مرنة وديناميكية، حيث أن العمل على البحث سيكون أمراً في غاية الصعوبة إذا كان الموضوع مفتوحاً جداً، أو ضيقاً جداً ! وهذه بعض المعطيات التي ستساعدك على تخصيص عنوان دراستك، وتحديده: إذا كان عنوان البحث العلمي العام هو القضايا البيئية وأثرها على المواطنين، عندها يجب عليك أخذ المعطيات التالية بعين الاعتبار لتتمكن من تخصيص دراستك بشكل صحيح وفعال: أولاً: المنطقة الجغرافية. مثال: ما هي القضايا البيئية الأكثر أهمية في مدينتك؟ ثانياً: الثقافة. مثال: كيف تشكل طبيعة مدينتك ثقافة السكان المحليين؟ ثالثاً: الإطار الزمني. مثال: ما هي أبرز القضايا البيئية في السنوات العشر الماضية؟ رابعاً: المبادئ والممارسات اليومية. مثال: كيف يؤثر الوعي البيئي على النشاطات المجتمعية اليومية؟ خامساً: الفئات السكانية. مثال: ما هي آثار تلوث الهواء على كبار السن؟ هناك بعض المواضيع التي يصعب تخصيصها، وتحتاج إلى جهد كبير من أجل تضييقها ووضعها في إطار البحث العلمي، كالقضايا المحلية، والقضايا الحديثة التي لم يدرسها أحد من قبل، بالتالي ليس لها مصادر أو مراجع، والقضايا واسعة التفرعات كالبطالة مثلاً، وأيضاً القضايا الشائعة والمشهورة جداً والتي يصعب على الباحث أن يحدد جوانباً غير معروفة منها ليحقق فيها ويخرج بنتائج جديدة. من الممكن أن يكون من المفيد جداً للباحث أن يصمم قائمة بالكلمات المفتاحية البارزة التي يجدها أثناء عملية بحثه عن المراجع والمصادر، ليستخدمها لاحقاً أثناء بحثه عن المعلومات في قواعد البيانات البحثية، وذلك لإثراء محتوى الدراسة في مرحلة كتابة الإطار النظري. بعد أن تقوم باتخاذ قرار نهائي حول عنوان البحث العلمي الذي سيكون محور بحثك يمكنك التوسع في الدراسة والتحقيق. الخطوة الرابعة: حول عنوان دراستك إلى سؤال. بمجرد تحديد عنوان البحث العلمي، فأنت بحاجة الآن إلى أن تستخرج منه سؤالاً ليساعدك في التحكم بالدراسة، فعلى سبيل المثال إذا كان عنوان دراستك هو الاغتراب الثقافي لدى طلاب الأدب الإنجليزي في جامعة معينة، فسيكون أحد الأسئلة التي يمكن أن تستخدمها كسؤال رئيسي للدراسة، ما هي درجة الاغتراب الثقافي لدى طلاب الأدب الانجليزي في تلك الجامعة، وتحته يندرج عددٌ من الأسئلة الفرعية. الخطوة الخامسة: ابدأ بكتابة الإطار النظري للدراسة. تعتبر هذه المرحلة صلب الدراسة، التي يطرح فيها الباحث جميع الجوانب المتعلقة بعنوان البحث العلمي بصورة مفصلة على شكل مباحث، وتحدد هذه الخطوة عمق إطلاع الباحث وتوسعه في البحث، وفيها يستطيع الباحث التمهيد للإجابة عن تساؤلات الدراسة. بعد الانتهاء من هذه مراحل اختيار عنوان البحث العلمي، يبدأ الباحث في مراجعة دراسته كعناصر مفصلة ومنظمة، وقد يفيدك المقال التالي في التحكم بدراستك بشكل أكثر فاعلية.